شيخ الأزهر: تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم "فكر متشدد لا يمت للإسلام بصلة"

إن الإسلام الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم يقدم نفسه باعتباره الحلقة الأخيرة في سلسلة الدين الإلهي، كما ينص على أن أصل الدين واحد في جميع هذه الرسالات.

– يذكر القرآن التوراة والإنجيل بعبارات غاية في الاحترام ويعترف بتأثيرهما القوي في هداية البشرية من الضلال والضلال. ولهذا وصف الله تعالى التوراة والإنجيل بأنهما “هدى ونور”.
ومنع المسيحيين من تهنئتهم بأعيادهم والمشاركة في أوقات الفرح والمساواة هو “فكر متطرف لا علاقة له بالإسلام، ولم تعرفه مصر قبل السبعينيات”.

– الإسلام ليس ضد بناء الكنائس… وليس هناك في القرآن ولا في السنة النبوية ما يحرم هذا الأمر
– إن التحرش الذي يحدث في بعض القرى والنجوع عند بناء أي كنيسة هو تراث ناتج عن عادات وتقاليد متوارثة، وليس له أصل في الإسلام.

– بناء مسجد أمام الكنيسة، والعكس، هو نوع من التضييق على الآخر، والإسلام يحرم علينا مثل هذا التحرش. لا تحدهم أو تضايقهم: أرض الله واسعة. فلتبني المساجد بعيداً عن الكنائس، ويجب أن تبنى الكنائس بعيداً عن المساجد.

أعادت صحيفة صوت الأزهر نشر ملف عن آراء فضيلة الإمام د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، عن تهنئة الأقباط بأعيادهم، حيث قال فضيلة الإمام الأكبر د. أكد شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، أن الأديان السماوية ليست في المقام الأول إلا رسالة سلام للناس. رسالة سلام للحيوانات والنباتات والطبيعة كلها. وقال سماحته إن الإسلام ينظر إلى غير المسلمين، بمن فيهم المسيحيون واليهود، فقط من منظور المودة والأخوة الإنسانية، وهناك آيات صريحة في القرآن تنص على أن علاقة المسلمين مع الآخرين الذين يتصالحون معهم . – مهما كانت دياناتهم أو مذاهبهم – فهي علاقة عدل وإنصاف. وفي كل مرة تطرق فيها إلى هذا الأمر ذكر الإمام أن الإسلام الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم يقدم نفسه على أنه الحلقة الأخيرة في سلسلة الدين الإلهي. ويذكر أيضًا أن أصل الدين واحد في جميع هذه الرسائل. ولذلك فإن القرآن يذكر التوراة والإنجيل احتراماً عظيماً ويعترف لله تعالى بأثرهما القوي في هداية الإنسان من الضلال والضلال. – التوراة والإنجيل كلاهما “هدى ونور” كما يصف القرآن نفسه بأنه الكتاب المصدق للكتابين المقدسين اللذين سبقاه: التوراة والإنجيل. وأضاف شيخ الأزهر الشريف أنه لا مكان ولا مجال أن يطلق على المسيحيين اسم أهل الذمة، مؤكدا أنهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، لافتا إلى أن مصطلح “الأقليات” لا يعبر عن الروح. الإسلام أو فلسفته، وأن مصطلح المواطنة هو التعبير الأنسب والرأس المالي الأعظم والوحيد لاستقرار المجتمعات. وأوضح أن المواطنة تعني المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين، على عكس مصطلح “الأقليات” الذي. يحمل انطباعات سلبية تخلق مشاعر الإقصاء وتخلق حواجز نفسية تنهار. وهي تتراكم في نفس المواطن الذي يسمى مواطن الأقلية.

الجميع متساوون

وأشار شيخ الأزهر إلى أن المواطنة لا تتوقف عند اختلاف الدين أو اختلاف المذهب، فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات، والجميع متساوون أمام القانون في الدولة، ويجب على الجميع الدفاع عنه، وتابع أن الحضارة الإسلامية هي أول من حافظت على حقوق غير المسلمين.
الوطن ويتحمل المسؤولية الكاملة.

وشددت على المساواة الكاملة بين المواطنين من خلال الصيغة التعاقدية بين غير المسلمين والدولة الإسلامية، موضحة أنه لا ينبغي إخراج هذا المصطلح من سياقه التاريخي والحكم عليه من خلال انطباعات الناس. ولذلك فإن من يكره التراث لسبب ما تأتي معه فتوى قيلت في وقت عصيب ليقول: “هذا هو الإسلام وفقهه وتراثه والمتطرفون الذين يطرحون حكما واجهه التتار أو الصليبيون في البلاد الإسلامية” والآن نطبقه على غير المسلمين.” وكلاهما باطل لأن الإسلام يختلف عنه تماماً.

وأشار إلى أن هذا المصطلح ليس كما يقال عادة علامة اضطهاد، لأنه في عهده ضمن جميع الحقوق لغير المسلمين، وحرمه حق الدفاع عن الدولة، وليس ذلك استبعادا لهم. بقدر ما هو احترام لدينهم وعقيدتهم، مشيرًا إلى أن الجزية فرضت على غير المسلمين، كما فرضت الزكاة على الواقع، وكانت الجزية أقل تكلفة من أسهم الزكاة. بل إن غير المسلم استفاد من الجزية أكثر مما استفاد المسلم من الزكاة، والجزية أعفت غير المسلم من الدفاع عن الدولة، لكن الزكاة لم تعف المسلم من الدفاع عن الدولة بروحه ودمه بما في ذلك. غير المسلمين.

التعامل مع الآخرين

وعن الأصوات التي تمنع تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وتمنعهم من أكل طعامهم، وتعزيتهم في الشدائد، ومشاركتهم في الأفراح، قال سماحة الإمام الأكبر: هذا فكر متطرف ليس فيه شيء. . لها علاقة بالإسلام، وهذا فكر لم تعرفه مصر قبل السبعينيات. منذ السبعينيات، حدثت اختراقات في المجتمع المصري أثرت على المسلمين والمسيحيين، وتم تمهيد الطريق أمام تعرض مصر لهجوم من الصراع الطائفي. وأعقب ذلك انهيار التعليم الحقيقي، وانهار الخطاب الإسلامي أيضًا. وأصبح عالقا في السطحية والشكليات والاتجاهات. وكنا نرى عشرات القنوات الفضائية تبث الخطاب الإسلامي. دون أن يتحدث القائمون عن قضية محترمة، أو يتناولوا مسألة ترسيخ أسس المواطنة، ونشر فلسفة الإسلام في التعامل مع الآخرين، وخاصة المسيحيين، والسبب في ذلك أن هذا الشعب كان غير مؤهل، ويفتقر إلى الثقافة. والإسلام في هذا الجانب، ولعدم علمهم بهذه الأمور، حاولوا نشر تعاليم أرادوا بها تحويل المسلمين إلى ما يمكن أن نسميه شكليات فارغة من جوهر الإسلام الحقيقي، ونحن الآن لدينا ما يمكن أن نسميه كهنوتاً إسلامياً جديداً، بحيث لا يستطيع أي مسلم أن يخطو خطوة إلا إذا سأل هل هذه الخطوة حلال أم حرام؟ .

بناء الكنائس

وأكد شيخ الأزهر أن الذين يمنعون تهنئة المسيحيين بأعيادهم لا يعرفون الفلسفة الإسلامية في التعامل مع الآخرين بشكل عام، ومع المسيحيين بشكل خاص، وهو ما أوضحه لنا الخالق عز وجل في قوله: “و لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا: نصارى. ومنهم قسيسون ورهبان، وهم لا يستكبرون، وقد أوضح لنا الله تعالى ذلك أيضًا في قوله: “وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ولو أخذنا بعين الاعتبار” كلام المفسرين وعلماء الحديث وفي هذا الجانب نجد أنهم وصفوا المسيحيين بأنهم أهل رحمة ومروءة، وأنهم لا يحملون ضغينة، وأن هذه الصفات مستمرة فيهم حتى يوم القيامة، وهذا الكلام موجود في أهم الكتب التي يعلمها الأزهر لطلابه.

وفيما يتعلق بموقف الأزهر الشريف من مسألة بناء الكنائس، قالت فضيلة للإمام الأكبر إن الأزهر ليس لديه أي غموض في هذه القضية. لأن الإسلام ليس ضد بناء الكنائس، وليس هناك في القرآن ولا في السنة النبوية ما يحرم هذا الأمر، وبالتالي لا يمكن للأزهر أن يتدخل لمنع بناء كنيسة، وأرى أن ودور العبادة لا تحتاج إلى قانون ينظم بنائها؛ من أراد بناء مسجد ووزارة الأوقاف لديها الإمكانيات اللازمة لهذا البناء فليفعل، ومن أراد أن يبني كنيسة والإمكانات متوفرة فليبني.

ووصف شيخ الأزهر المضايقات التي تحدث في بعض القرى والنجوع عند بناء أي كنيسة بأنها إرث ناشئ عن عادات وتقاليد الناس المتوارثة، وليس لها أي أساس في الإسلام، قائلا: “أنا من بين الذين يعتقدون أن بناء مسجد أمام الكنيسة هو نوع من التضييق على المسيحيين، والإسلام يمنعنا من الحضور”. وبهذا التحرش: ولا تظلموهم ولا تضايقوهم؛ لأن بناء مسجد أمام الكنيسة يزعج المسيحيين، وهذا نوع من الأذى المحرم: ومن آذى غير المسلم فقد أضرني مثله، وأنا ضد بناء كنيسة أمام مسجد، لأن هذا الأمر يزعج المسلمين أيضاً، وهو نوع من الأذى والتقييد، ولمن يفعل هذه الأفعال أقول: الله أرضها عظيمة. بناء مساجد بعيدة عن المساجد. لماذا الإصرار على بناء كنيسة قبل المسجد؟ إنه عبث بأماكن العبادة والسلوك الذي لا يرضاه الإسلام. لأني لست مطالبا بإغلاق الكنيسة أو أطفئ أنوارها أو أمنع الصلاة فيها، فالمطلوب مني أن لو كانت كنيسة للهجوم، يجب أن أدافع عنه.

المصريون إخوة

وعن أهمية قراءة التاريخ يقول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب: وعلينا أن نستقرئ ونسأل: منذ أن دخل الإسلام مصر منذ أكثر من أربعة عشر قرنا… وقعت حادثة بين الأقباط والمسلمين على أساس الدين أم على أساس أن هذا مسلم وهذا نصراني؟ الجواب بالتأكيد لا؛ لن نجد حادثة واحدة تقول إن المصريين عرفوا الطائفية، لن نجد حادثة واحدة تقول إن الشرق كله من أقصاه إلى أقصاه عرف الطائفية الدينية اختلط الإسلام بالمسيحية، فاختلط عاشقان أو عاشقان. كعشاق، ولم يختلطوا بمعركة أسفرت عن منتصر وخاسر، وكل شيء
وهم يعلمون أن عمرو بن العاص لم يدخل مصر ويقتل الناس هناك، بل دخلها واستقبل من قومه الذين كانوا في اضطهاد مرير من زملائهم في الإيمان في الغرب، وهنا أؤكد أن التاريخ يشهد وأن الأقباط والمسلمين في مصر إخوة.

يوضح سماحة الإمام الأكبر أن علاقة الأخوة والمحبة والسلام التي تجمع المسلمين والمسيحيين متجذرة في أعماق التاريخ، كما يؤكد سماحته: إن علاقة المحبة والمودة بين الإسلام والمسيحية قديمة جداً، وهي هي علاقة بدأت قبل مجيء الإسلام إلى مصر، وحتى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. بدأت العلاقة عندما ذهب صلى الله عليه وسلم وهو صغير وهو في الثانية عشرة من عمره مع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top