حكم الشرع فى معاشرة الزوجة قبل "الدُّخْلَة" سرا دون علم الأهل

ما الحكم الشرعي فيمن يطلب جماع زوجته أو يفعل ذلك سرا بعد عقد الزواج رسميا أمام الأهل والأصدقاء ولكن لم تتم الفرحة أو مراسم الزواج؟ ما يسمى الآن “الداخلة” في عرف الناس سؤال ورد إلى دار الفتوى فأجابت عنه بما يلي:

ولا يحق للرجل أن يطالب بالمعاشرة الزوجية كحق من حقوقه بمجرد عقد الزواج. وذلك حتى يتم الدخول وتعيش المرأة في بيت الزوجية. وأما الدخول عليها سرا دون موافقة وليها ودون مراعاة العادات والتقاليد الاجتماعية المتبعة في هذا الشأن، فهذا لا يجوز شرعا. حفاظاً على حقوق الزوجين في تحديد وقوع الطلاق أو الوفاة مع نفي الدخول.

الزواج من سنن الرسل

الإسلام أقر الزواج وشجع عليه فهو سنة الرسول، وحاجة تقتضيها الطبيعة البشرية، وضرورة لبقاء نوعها في الدنيا، وهناك عدد قليل من آيات الله عز وجل الجميلة التي تدعو للتأمل . قال الله تعالى: “ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية”. [الرعد: 38]وقال الله تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”. من أجل أمة تفكر. [الروم: 21]وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أربع من سنن المرسلين: الحياء، وتعاطي الطيب». والسواك والزواج.” رواه الترمذي وأحمد.

عقد الزواج وأثره في جواز الدخول بالزوجة

الزواج عقد تتوقف صحته على شروط وأركان. ومتى توفر ذلك، يكون الزواج صحيحاً شرعاً، وله آثاره.

ومن أبرز ما يترتب على عقد الزواج جواز الدخول إذا اتفق الطرفان على أن الدخول سيتم بعد العقد مباشرة، ومن ثم يحل الزوجان لبعضهما البعض، في حالة عدم الاتفاق على تاريخ محدد للدخول بعد العقد، فلا يجب أن يتم إلا بموافقة الولي، أو إشعاره، أو ما يثبت ذلك. لأن الدخول يشتمل على شروط أخرى يجوز لأحد المتعاقدين إنكارها، ومنها إثبات النسب بالفراش؛ ولا يكتمل الفراش إلا بالدخول، كما تستحق الزوجة المهر كاملاً. ولا تستحق المبلغ كاملاً إلا إذا دخل، وكذا أحكام البكارة والبكارة وغيرها مما يميز بين ما قبل الدخول وما بعده.

والعرف السائد هو أن الجماع الزوجي لا يتم إلا بعد الزفاف. ويجب احترامها ومراعاة ذلك. لقوله تعالى في كتابه الكريم: “خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين”. [الأعراف: 199].

القرار بشأن الدخول السري بالزوجة قبل الزفاف

إذا تم الدخول سراً بين العاقدين والمتعاقدة، ثم كشف للناس قبل الزفاف؛ ويعتبر العرف أن هذا أمر مخجل لكلا الزوجين، وعدم احترام للأسرة يستوجب الاعتذار والندم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني حديثاً. وجعلها قصيرة. وقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “صل صلاة الوداع، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وإياك وما في أيدي من لا يراك” الرجال وستكون غنيا، واحذر ما يعفى منه.

ما دام العرف لا يخالف الشرع الشريف، والناس راضون به، واطمأنت إليه نفوسهم؛ ويجب مراعاة ذلك، وتصبح هذه المعروف بينهما كشرط ثابت. والقاعدة الفقهية تنص على أن ما ثبت بالعرف هو نفس ما ثبت بالنص.

وعليه: فإن اعتبار التبرج في دخول المتعاقدين والمتعاقدة في السر شرطاً يقتضيه العقد، ولو لم يحدد أثناء العقد أو أثناءه ما يبيح الفرج؛ وفي حديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أفضل الأحوال ما كنتم عليه». فإنما وفيتم هو أن تستوفوا ما أحلتم الفرج». رواه البخاري.

إذا جامع الرجل زوجته سراً قبل الزفاف، فقد يترتب على هذا الدخول مفاسد كثيرة في حالة وفاة الرجل أو طلاقه، خاصة إذا حدث الحمل نتيجة هذا الدخول ونفي الدخول. الزوج أو ورثته؛ وهذا سوف يترتب عليه أضرار كثيرة وعواقب سيئة على المرأة وأسرتها. كإنكار النسب، وحرمان الطفل، وإبداء العذر لإحداث هذا الضرر -الذي يكثر حدوثه في هذا العصر-؛ ومن المرجح أن الفتوى تحرم إبرام عقد الزواج سرا.

وعليه: فلا يحق للرجل أن يطالب بالمعاشرة الزوجية كحق من حقوقه بمجرد عقد الزواج. وذلك حتى يتم الدخول وتسكن الزوجة في منزل الزوجية. وأما الدخول عليها سرا دون موافقة وليها ودون مراعاة العادات والتقاليد الاجتماعية المتبعة في هذا الشأن، فهذا لا يجوز شرعا. حفاظاً على حقوق الزوجين في تحديد وقوع الطلاق أو الوفاة مع نفي الدخول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top