قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن أول صفة تدفئ قلب الإنسان هو الإنسان الذي يعيش ببساطة، وعنصر الاستهلاك أصبح له الحاكم في حياة الإنسان لكن البساطة تجعل قلب الإنسان دافئًا، وهكذا كان الرعاة قلوبهم دافئة، ويتوكلون على الله في كل الأمور، إذ أن الحياة البسيطة تحرر روح الإنسان، مشيرًا إلى أن النوع الثاني من القلوب الدافئة الناس هم الذين يبحثون. الحقيقة في عالم مليء بالباطل. يجب على الإنسان أن يبحث عن الحقيقة، وكذلك فعل المجوس الذين عملوا في علم الفلك، ورأوا النجم الذي يشير إلى ولادة ملك في القدس، وذهبوا في رحلة طويلة حتى توقف النجم في قرية بيت لحم، وهناك ورأوا كيف ولد الطفل يسوع وقدموا هداياهم: “ذهبًا ولبانًا ومرًا”. “ولها رموز في حياة يسوع المسيح.
وأوضح أنه إذا أراد الإنسان أن يكون من أصحاب القلوب الدافئة، عليه أن يعمل في صمت، وهناك أناس يبحثون عن الضجيج، وينسون أن الحمد يأتي من الله في السماء، ومثل هؤلاء الذين عملوا في صمت هم القديس يوسف النجار، ومعنى اسمه “الذي يزداد نعمة”. من أصحاب القلوب الدافئة. ومن هذه الشخصيات السيدة العذراء مريم أم السيد المسيح، وكانت ذات قلب دافئ. طاهرة، فأجابت الملاك بتعبير متواضع جدًا، وقدمت مثالًا لنقاوة القلب، ولذلك نسميها “فخر جنسنا”، رجالًا ونساءً.
وذكر البابا تواضروس مشهدًا آخر لأصحاب القلوب الدافئة جاءت مريم، وجاءت ساعة ولادتها، ولم يكن لهم مكان، إلا صاحب مكان إقامة في قرية بيت لحم، فلم يفعل لأنهم لم يقولوا لا. لكنه قال لهم عندي مزرعة وهي مكان. حيث تأكل الماشية، وهي تمثل قلب الإنسان الذي يبحث عن حل، فمن السهل أن تقول لا، لكن الأفضل والأعظم أن تبحث عن حلول، وقد أصبحت “بيت لحم” من أشهر الأماكن في العالم، وكلمة “بيت لحم” تعني “بيت الخبز” أو “بيت البركة”. عندما تساعد أحداً على حل مشاكله، فإنك تشعر بالدفء.
وأشار قداسة البابا تواضروس إلى أن الإنسان يحتاج إلى محبة وحكمة ورحمة يدفئ بها قلب الإنسان، ومن هنا يفرح قلب الله ويكون له نصيب في الملكوت.