وكيل الأزهر: الصهاينة عصابة إرهابية يسكت عن جرائمها الضمير العالم

دكتور. قال محمد الدويني وكيل الأزهر الشريف، إن ماضي أمتنا هو أساس نعتمد عليه، ومصدر ننطلق منه، دون أن ننسحب منه، مع ضرورة الانتباه للمحاولات الكثيرة. يحاول فيها المتحاملون خلق قطيعة بيننا وبين ماضينا وتراثنا، أما الحاضر فلا بد أن نستجيب لحركته بما يضمن الحداثة العقلانية، ومن لا يضاد نفسه لا يحمي ماضيه ويرسل أنواره ليسيطر على الحاضر فيصبح أسيراً لكل جديد، مهما كان مجرداً من قراره، مجرداً من الإرادة. أما المستقبل فهو أمر يجب على العقلاء أن يخططوا له، وإذا لم نخطط له جيداً فلن نديره جيداً.

وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته في مؤتمر الأزهر الدولي الأول لطب الأسنان، والذي جاء تحت شعار (ماضي عريق وحاضر رائد ومستقبل مشرق)، أن ماضي أمتنا ومؤسساتنا ومجتمعنا علماؤنا لامعون، ويحتاجون أحيانا إلى من يكشف جوانب عظمتها، لكن واقع أمتنا مؤلم، وخاصة هذا الإرهاب. هجمات دموية ووحشية لم تعرف البشرية مثلها من قبل. إن هذه الجرائم الشنيعة تؤكدها للجميع أن الصهاينة ليسوا سوى عصابة إرهابية يسكت جرائمها ضمير العالم النائم والمخدر بالاعتبارات اللاإنسانية.

وتابع: “اتضح لنا أننا ونحن نشاهد كل يوم مشاهد القتل وترويع العزل والضعفاء والأبرياء والشيوخ والأطفال والنساء، أصبح واضحا لنا أن ضمير العصر الحديث لقد ماتت الحضارة ودُفنت، وأن الإنسانية التي تدعي الحضارة الغربية ماتت، أو أنها إنسانية زائفة، وأما المستقبل ففي مرارة والواقع أنه ما زال هناك أمل أكثر إشراقاً وأملاً بكم أيها العلماء.

دكتور. وأضاف الدويني أن كلية طب الأسنان تريد من خلال هذا المؤتمر أن تقوم بنوع من التقييم الضروري لتجربتها من خلال تجارب مختلفة وأفكار متنوعة. هل يمكن لمؤسسة رشيدة التنازل عن التقييم؟ وتهدف الورش التدريبية التي أقيمت على هامش المؤتمر إلى التعرف على أحدث التطورات التقنية والبحثية في العلوم. فهل تتقدم المؤسسات الناضجة ما لم تتابع الإنجازات العلمية المتلاحقة؟ كما تهدف إلى فتح أبواب التطوير المهني لأساتذتها ودكاترتها وطلابها، وبالتالي إقامة توأمة مهنية مع المدارس العلمية الأخرى داخل مصر وخارجها. فهل ستبقى المؤسسات الطموحة منغلقة على نفسها؟

وأوضح وكيل الأزهر أن الكلية تفتح الباب بهذا المؤتمر للتلاقح العلمي مع الجامعات العالمية للتبادل العلمي والبحثي والطلابي. مما يفيد طلابنا أطباء المستقبل، ومن هذه المسابقات العلمية بين كبار الأطباء من جميع أنحاء العالم، وكذلك للطلاب الدوليين، ولا عجب؛ تشهد كلية طب الأسنان نهضة علمية كبيرة توجت بتجديد الثقة فيها للمرة الثانية، وحصولها على شهادة تجديد الاعتماد من الهيئة الوطنية لضمان جودة التعليم والاعتماد.

دكتور. وأوضح الدويني أن هذا المؤتمر العلمي المتخصص يحضره محاضرون عالميون وأساتذة جامعات مصرية وعربية ودولية، ويتم فيه توقيع بروتوكولات تعاون مع عدد من الجامعات الأوروبية والآسيوية، ويشهد على شراكات استراتيجية مع مختلف المؤسسات. التأكيد على ضرورة التفكير الشمولي الذي يؤدي إلى الحقيقة القرآنية وهي أن اختلاف الناس في أفكارهم وأفكارهم وتخصصاتهم هو إرادة إلهية، الغرض منها التعرف على بعضهم البعض.

وأكد أن الأزهر الشريف عاش طوال تاريخه الذي يمتد لما يقرب من ألف ومائة عام. وعاشت على هذا التقارب والتقارب بين العلوم والعلماء، فجمعت علماء من أماكن مختلفة، بل ومن مختلف. كما أنه جمع بين العلوم التي يظن البعض أنها متنافرة ومتناثرة، فترى في الأزهر الشريف العلماء القدماء لا تزال أصواتهم تتردد في أروقة العلوم مع علماء الحديث، وترى العلماء من في جميع أنحاء العالم مع أفكارهم العائمة. في أفنيتها، وترى علماء الأزهر الذين جمعوا بين العلوم الدينية وعلوم الحياة من الطب والتشريح والفلك والجغرافيا وأشياء أخرى. حتى استطاع الأزهر الشريف أن يقدم نماذج فريدة من أبنائه جمعت بين العلوم المختلفة.

وأكد وكيل الأزهر أن الحضارة الإنسانية والتقدم مرتبطان بالأخلاق. ولذلك أولت الأديان والحضارات اهتماماً كبيراً بالأخلاق منذ فجر الحضارات الأولى، وكان عماد الإسلام هذا النظام الأخلاقي الذي ينقل الإنسان من الفوضى والعبث إلى النظام والتقدم، ومن تأمل الحركة العلمية الطبية سيكون موضوعاً عريقاً من العلوم الطبية المرتبطة به منذ نشأته وهي أخلاقيات الطب.

وتابع أن هذا النوع من الكتابة والأبحاث لم يكن غائبا عن علماء الإسلام، إذ عرفت الحضارة الإسلامية نوعا فريدا من التصنيف الطبي يسمى “أدب الطبيب”، وهو يهتم بكل ما يمنع الطبيب من ارتكاب الأخطاء في ممارسة المهنة في ضوء القواعد السائدة، ومن أشهر الكتب في هذا القسم كتاب فحص الأطباء » لابن إسحاق، كتاب أخلاق الطبيب بقلم الرازي، كتاب آداب الطبيب، إسحاق الرهاوي. ، وغيرها من الكتب والرسائل. وهذه الأعمال، رغم اختلافها، تناقش قضايا مختلفة حول الأخلاق والآداب والحدود التي يعمل بها الطبيب في إطاره، وضوابط العلاقة بين الطبيب والمريض، وما يجوز فيها. هو والذي لا يجوز.

وأوضح أن حضور هذه النخبة من العلماء من مختلف أنحاء العالم في هذا المؤتمر يعد فرصة للتأكيد على مكانة الأخلاق وضرورتها في عمل الطبيب، وتعزيز صورة الطبيب الأزهري المبدع تحمل للعالم نحن أمة السلام والأخلاق، وطبنا هو دواء السلام والأخلاق، والمتغيرات من حولنا تحاول اختراق أفكارنا ومعتقداتنا، وفي ظل هذا الهدف المتهور، فمن الواجب من المؤسسات التعليمية والمؤسسات التربوية أن تحرص وتحرص على الثوابت والمبادئ والأسس حتى لا يتأثر الشعب بكل طرح جديد يغري الشباب بجدته، ويتألق بريقه الشبابي. ولذلك لا بد من أن يبنى الإنسان على أرضية صلبة من الإيمان والتاريخ واللغة والقيم وكل مقومات الهوية.

وأضاف وكيل الأزهر أن هذا المبنى يلقي على المسؤولين مسؤولية كبيرة لإعداد الأجيال وبناء العقول وتهذيب الأخلاق وتنمية القدرات وتحديد المهارات واكتشاف الطاقة للاستفادة منها وحسن توظيفها، مع المحافظة على عقيدة راسخة، وفهم سليم، والإيمان الراسخ، وإتاحة ما يجري في العالم من المعرفة والخبرات، وغيرها من الأعمال المهمة والضرورية لإخراج جيل ليأتي بما هو راسخ ومتميز دينياً وأخلاقياً وعلمياً.

واختتم أمين الدولة بالأزهر كلمته بثلاث رسائل مهمة:
أولاً: إن النظرة الواسعة التي تتجاوز منطقة جغرافية ضيقة هي مطلب قانوني ومطلب حديث وحضاري، فالله تعالى هو الذي أمرنا باستكشاف الكون من حولنا، وليس من المعقول أن نسير فقط من أجل العالم. من أجل ذلك. من أجل المشي، ولا من أجل النظر، بل هو من أجل التدبر والنظر والتعلم والاستفادة ونقل التجارب.

ثانياً: إعداد الكوادر الطبية المؤهلة ليس فكرة مثالية تحلم بها بعض العقول، ولا هو أمنية شعرية تشتاق إليها بعض القلوب، ولا هو مجرد حبر على ورق تكتبه بعض الأقلام، بل هو ركن ديني، ركيزة تطبيقية الواقع، والثمرات النافعة.

ثالثاً: إذا كان المؤتمر معنياً بالتلاقح العلمي والتواصل المعرفي؛ ويجب أن تضمن هذه الرؤية التوازن، وزيادة قيمة الانفتاح على العالم مع الحفاظ على الهوية ومكوناتها، وقراءة العالم أثناء قراءة نفسك، والاستفادة من وفرة العمر دون تهديد الخصوصية أو العبث بمكونات الهوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top